الهذيان عند المسنين حالة مقلقة وغير متوقعة تجعل الأهل يقفون في حالة ارتباك وقلق إذ يتحول المسن فجأة من شخص عادي إلى شخص يبدو وكأنه يعيش في عالم آخر قد تظهر عليه علامات التشوش و الهلوسة أو حتى الخوف غير المبرر مما يجعل من الصعب فهم ما يمر به لكن ما هو الهذيان؟ ولماذا يحدث؟ وكيف يمكن التعامل معه؟
ما هو الهذيان؟
الهذيان هو اضطراب حاد في القدرات العقلية و يتسبب في انخفاض مفاجئ في مستوى التركيز والوعي بالبيئة المحيطة و يظهر هذا الاضطراب بشكل مفاجئ وغالبًا ما يتطور على مدى ساعات أو أيام على عكس الأمراض النفسية المزمنة مثل الاكتئاب أو الزهايمر فإن الهذيان عادةً ما يكون مؤقتًا إذا تم علاجه في الوقت المناسب لكنه قد يصبح قاتلًا إذا تم تجاهله.
الأعراض: كيف نعرف أن المسن يعاني من الهذيان؟
التشوش العقلي المفاجئ:
يبدو المسن غير مدرك للمكان أو الزمان وقد ينسى أسماء أفراد عائلته.
تغيرات في الانتباه:
يجد صعوبة في التركيز أو متابعة المحادثات ويتشتت بسهولة.
الأوهام والهلوسة:
قد يعتقد أشياء غير حقيقية أو يرى ويسمع أمورًا غير موجودة.
تغيرات في المزاج والسلوك:
من التهيج والعصبية إلى الخمول الشديد واللامبالاة.
اضطرابات النوم:
غالبًا ما يزداد الهذيان سوءًا خلال الليل (ظاهرة تُعرف بـ "متلازمة غروب الشمس").
الأسباب: ما الذي يقف وراء الهذيان؟
الهذيان ليس مرضًا بحد ذاته بل هو عرض لاضطراب أو مشكلة صحية أخرى و تشمل:
1. الأمراض الحادة:
الالتهابات (مثل التهابات المسالك البولية أو الالتهاب الرئوي).
الجفاف وسوء التغذية.
2. الأدوية:
التفاعلات الدوائية أو تناول أدوية جديدة قد تؤثر على الدماغ.
3. الاضطرابات العصبية:
إصابات الدماغ أو السكتات الدماغية.
4. التغيرات البيئية:
دخول المستشفى أو التغير المفاجئ في الروتين اليومي.
لماذا يشعر الأهل بالقلق الشديد؟
الهذيان يضع الأهل أمام موقف صعب لأنهم يواجهون تغيرًا حادًا وغير متوقع في شخصية المسن و تظهر المخاوف التالية:
1. الشعور بالعجز:
قد يجد الأهل أنفسهم غير قادرين على التواصل مع المسن أو فهم احتياجاته.
2. الخوف من تفاقم الحالة:
الهذيان قد يكون علامة على مشكلة صحية خطيرة تحتاج إلى تدخل فوري.
3. الإرهاق العاطفي:
رعاية شخص يعاني من الهذيان تتطلب طاقة عاطفية وبدنية كبيرة مما يؤثر على أفراد الأسرة.
كيف يمكن التعامل مع الهذيان؟
1. التشخيص الطبي السريع
الخطوة الأولى والأهم: إذا لاحظت أي علامات للهذيان اصطحب المسن إلى الطبيب فورًا.
سيطلب الطبيب فحوصات شاملة لتحديد السبب مثل اختبارات الدم أو تصوير الدماغ.
2. تقديم بيئة آمنة ومريحة
حافظ على هدوء البيئة المحيطة تجنب الضوضاء والأضواء الساطعة التي قد تزيد من التشوش.
ضع أشياء مألوفة حول المسن مثل الصور العائلية أو أغراضه الشخصية.
3. التواصل الفعّال
تحدث مع المسن بلطف وهدوء.
استخدم جمل قصيرة وواضحة لتجنب زيادة التشتت.
4. المتابعة الطبية
قد يوصي الطبيب بعلاجات دوائية للتحكم في الأعراض أو لعلاج السبب الأساسي للهذيان.
المتابعة المنتظمة مع الطبيب أمر ضروري لضمان التعافي الكامل.
هل يمكن الوقاية من الهذيان؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بالهذيان من خلال:
1. الانتباه للصحة العامة: تأكد من حصول المسن على تغذية كافية وترطيب جيد.
2. مراجعة الأدوية: استشر الطبيب بشأن أي أدوية يتناولها المسن لتجنب التفاعلات الضارة.
3. التفاعل الاجتماعي: قم بتوفير الدعم العاطفي والأنشطة الاجتماعية لمنع العزلة.
4. الحفاظ على الروتين اليومي: الروتين يساعد المسن على الشعور بالاستقرار.
الهذيان: رسالة الأمل
على الرغم من أن الهذيان قد يبدو مخيفًا إلا أنه يمكن علاجه والتعافي منه إذا تم التعامل معه بسرعة وفعالية المفتاح هو الفهم والوعي إن تقديم الدعم النفسي والرعاية اللازمة يمكن أن يعيد المسن إلى حياته الطبيعية ويخفف من قلق الأهل الذين يعانون معه.
إذا كان لديك قريب يعاني من الهذيان أو ظهرت عليه أعراض مقلقة تذكر أن التدخل المبكر هو أفضل طريق لحماية صحته واستعادة راحته النفسية.
ربنا يعفو عنهم
ردحذف